ماذا تعرف عن عدم تحمل اللاكتوز ؟

أعراض عدم تحمل اللاكتوز
يُعتبر عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance) اضطراباً شائعاً جداّ، ويشكو الأشخاص الذين يعانون منه من حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي عند تناول منتجات الألبان، والتي تتراوح من انزعاج بسيط إلى أعراض شديدة تؤثر على نوعية حياة المريض. فما هو عدم تحمل اللاكتوز ولماذا يحدث ؟
ما هو عدم تحمل اللاكتوز ؟
عدم تحمل اللاكتوز هو اضطراب في الجهاز الهضمي ناتج عن عدم قدرة المريض على هضم اللاكتوز، واللاكتوز هو المكون الرئيسي في مختلف منتجات الألبان.
يوجد في جسم الإنسان في الحالة الطبيعية إنزيم مسؤول عن هضم سكر اللاكتوز ويُسمى هذا الإنزيم بإنزيم اللاكتاز، وهو ضروري لتكسير اللاكتوز إلى مكوناته الرئيسية وهي الغلوكوز والغالاكتوز، وبعد ذلك يتم امتصاص هذه المكونات إلى مجرى الدم واستخدامها لتصنيع الطاقة في الجسم. عندما يكون إنزيم اللاكتاز غائباً أو ناقصاً في الجسم، لا يتمكن المرء من هضم اللاكتوز، ويتراكم في الأمعاء ويتخمر مؤدياً لحدوث تشنجات في الأمعاء والقولون وإسهال وإحساس بالغثيان.
يوجد سكر اللاكتوز أيضاً في حليب الثدي، ويولد جميع الأطفال تقريباً ولديهم القدرة على هضمه، ومن النادر جداً ملاحظة عدم تحمل اللاكتوز لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ما هي أنواع عدم تحمل اللاكتوز؟
هناك ثلاثة أنواع من عدم تحمل اللاكتوز، وذلك بحسب السبب الذي أدى لنقص أنزيم اللاكتاز، وهذه الأنواع هي:
- عدم تحمل اللاكتوز الأساسي (الأولي): وهو النوع الأكثر شيوعاً.
يولد الطفل ولديه كميات كافية من أنزيم اللاكتاز بحيث يتمكنون من هضم حليب الثدي بسهولة وهذا أمرٌ جيد؛ فالرضع يعتمدون على حليب الثدي بشكلٍ كامل في بداية حياتهم. ولكن عندما يستبدل الأطفال الحليب بأطعمة أخرى فإنّ كمية اللاكتاز التي ينتجونها تنخفض بشكل تدريجي، ويحدث الانخفاض بشكلٍ حاد عند البلوغ مما يجعل منتجات الألبان صعبة الهضم خلال هذه الفترة العمرية.
- عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: يحدث هذا النوع من عدم تحمل اللاكتوز عندما تنخفض قدرة الأمعاء الدقيقة على إنتاج اللاكتاز بعد مرض أو إصابة أو جراحة تشمل الأمعاء الدقيقة مثل داء كرون أو تكاثر الجراثيم بشكل زائد في الأمعاء.
في هذا النوع لا يتمكن المريض من هضم الحليب بشكلٍ مؤقت، لكن بعد علاج المرض المسبب يستعيد المريض المستويات الطبيعية من اللاكتاز، وتتحسن الأعراض ويتمكن المريض من تناول الحليب ومشتقاته بشكلٍ طبيعي، لكن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً.
- عدم تحمل اللاكتوز الخُلقي: هذا النوع نادرٌ جداً، حيث من الممكن أن يولد الأطفال وهم يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، وهذا المرض ينتقل من الآباء إلى الأبناء ومن جيلٍ إلى آخر عن طريق الوراثة ضمن العائلة الواحدة.
يُعتبر عدم تحمل اللاكتوز الخلقي مشكلةً حقيقية، فالحليب هو الغذاء الرئيسي عند الأطفال الصغار.
من هم الأشخاص المعرضين لحدوث عدم تحمل اللاكتوز ؟
تتضمن العوامل التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز ما يلي:
- التقدم بالعمر، حيث يظهر عدم تحمل اللاكتوز في مرحلة البلوغ في معظم الحالات.
- الولادة المُبكرة، فقد يكون لدى الأطفال المولودين قبل الأوان (الخدج) مستوياتٍ منخفضة من إنزيم اللاكتاز لأنّ الأمعاء الدقيقة لا تحتوي على الخلايا التي تنتج اللاكتاز حتى أواخر الثلث الثالث من الحمل.
- إصابة الأمعاء الدقيقة ببعض الأمراض مثل داء كرون.
- علاج السرطان: حيث يزداد احتمال حدوث عدم تحمل اللاكتوز بعد تلقي العلاج الشعاعي أو الكيماوي للسرطان.
ما هي الأعراض التي تظهر على مريض عدم تحمل اللاكتوز ؟
يعاني الشخص المصاب بعدم تحمل اللاكتوز من أعراض بعد تناول الحليب أو بعض منتجات الألبان، والتي يمكن أن تتراوح الأعراض من الانزعاج الخفيف إلى رد الفعل التحسسي الشديد، وذلك اعتماداً على كمية اللاكتاز التي ينتجها الشخص وكمية منتجات الألبان التي يستهلكها في اليوم، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: آلام البطن، الإحساس بالنفخة في البطن، الغثيان، الإسهال، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي الإسهال الشديد إلى حدوث التجفاف.
كيف يتم تشخيص عدم تحمل اللاكتوز ؟
يعتمد الطبيب في تشخيص هذا الاضطراب على الأعراض التي تظهر على المريض بعد تناول الحليب وبعض منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز، وقد ينصح الطبيب المريض بتجربة نظام غذائي خالٍ من اللاكتوز لمدّة أسبوعين لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ترتبط فعلاً بتناول الحليب ومشتقاته.
قد يلجأ الطبيب لبعض الاختبارات لتأكيد التشخيص ومنها:
- اختبار التنفس الهيدروجيني: حيث يصوم المريض طوال الليل ثمّ يتناول محلول اللاكتوز في صباح اليوم التالي ويتم قياس تركيز الهيدروجين في هواء الزفير، حيث تشير المستويات العالية من الهيدروجين إلى وجود عدم تحمل اللاكتوز.
- اختبار تحمل اللاكتوز: حيث يتناول المريض هنا محلول اللاكتوز ومن ثمّ يتم أخذ عينة دم لقياس مستويات الغلوكوز، فإذا بقيت مستويات الغلوكوز في الدم كما هي فهذا يشير إلى أنّ الغلوكوز لم يدخل الدم أي أن اللاكتوز لم يتم هضمه.
كيف يتم علاج عدم تحمل اللاكتوز ؟
هناك أدوية تحتوي على إنزيم اللاكتاز وهي على شكل أقراص يتم بلعها من قبل المريض للمساعدة في هضم اللاكتوز، ولكن فعاليتها تختلف من شخصٍ إلى آخر، لكنّ أفضل علاج لشخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز هو تجنب الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز أي تجنب الحليب ومشتقاته، ويتوافر في الأسواق أنواع خاصة من الحليب الخالي من اللاكتوز والمخصص لهؤلاء المرضى.
المراجع:
- Health Line: Lactose Intolerance
- Mayo Clinic: Lactose Intolerance
- Medline Plus: Lactose Intolerance
- Medical News Today: Lactose Intolerance: What You Need to Know